لا تهمل الدوخه والشعور بالدوران

--------------------------------------------------------------------------------

إهمال الدوخة يعرضك للخطر
==================
نتدحرج مرات عدة خلال النوم، ونقوم بذلك مرات عدة ولكنك ما أن تصحو وتطأ قدماك الأرض حتى تشعر بالدوار وتترنح، وتشعر بأن العالم يدور من حولك. يطلق على هذه الحالة الدوخة وهي حالة تشعر خلالها بأن كل شيء يحيط بك يدور وتعرف هذه الحالة طبيا بالدوخة أو »Vertigo« وهو التعبير الطبي لوصف حالة عدم الاستقرار أثناء الوقوف. بعد أن تجيب على بضعة أسئلة يشتبه طبيبك بأنك تواجه واحدة من أكثر حالات الدوخة شيوعا ويطلق عليها الدوخة الانتيابية الحميدة، ويمكن معالجة هذه الحالة ببساطة في عيادة الطبيب.

تشريح التوازن

يعتمد شعورك بالتوازن على صور عدة ترسل إلى الدماغ من مواقع مختلفة في الجسم وتعمل العينان على معالجة الإشارات المرئية التي تساعد على تحديد الموقع (في الجسم) الذي له صلة بما يحيط بك. وتقوم الأعصاب الحسية في الجلد والعضلات والمفاصل بإرسال الرسائل إلى الدماغ حتى يقوم الجسم أو باقي الأجهزة في الجسم بالحركة. وبعد تذلك هناك الأذن الداخلية التي ترسل الإشارات إلى ناحية معينة في الدماغ تتحكم بحركة العين ولذلك تبقى الصورة التي تركز عليها بصرك في حالة تركيز. كما تتيح تلك المنطقة لدماغك كي يعرف ما إذا كنت تتحرك. وتمثل الأذن الداخلية عنصر التوازن.

حيث تتكون من ثلاث أنابيب حلزونية، وهي قنوات نصف دائرية تحتوي على سائل وشعيرات تقوم مقام المجسات التي تراقب دوران الرأس. وتتصل تلك القنوات شبه الدائرية بهيكل شبيه بالكيس. وفي نطاق هذا الكيس أو القريبة هناك حبيبات دقيقة متصلة بأجهزة استشعار تساعد على اقتفاء الجاذبية والحركة بخط مستقيم. وتصاب بفقدان التوازن في حال....

* أصبح دماغك غير قادر على معالجة الإشارات الصادرة من العينين والأعصاب الاستشعارية والأذن الداخلية بالصورة المناسبة.

*عندما تكون الرسائل المستقبلة من العينين وأعصاب الاستشعار أو الأذن الداخلية متضاربة.

* عندما لا تعمل الأنظمة الاستشعارية بصورة فعالة ومناسبة.

حلقة الدوران

في حال حدوث الدوخة الانتيابية الحميدة، فإن ما يجعل الأشياء تدور هي إزاحة غبار التوازن، ولكن حالما تصبح تلك الجزئيات متراخية فالأمر ينتهي بها عائمة في سائل القنوات شبه الدائرية الخلفية. ويمكن حدوث في أي مرحلة عمرية عند الكبار. على الرغم من أن هذه الحالة المرضية شائعة بعد سن الخمسين. ولكن لا يعرف حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء تلك الإصابة، على الرغم من أنها يمكن أن تحدث بعد ضربة على الرأس. كما أن بعض الوضعيات أو الحركة مثل التدحرج على السرير أو الوقوف أو النظر إلى الأعلى أو الانحناء إلى الأمام يمكن أن يدفع غبار التوازن إلى التحرك مما يؤدي إلى دفع سائل الأذن الداخلية وانحناء شعيرات الاستشعار.

عندما يحدث ذلك يتم إرسال إشارة كاذبة عن وجود حركة إلى الدماغ. وتكون النتيجة شعور بدورا قصير وعلى الأغلب يستغرق أقل من دقيقة.كما أن الدوخة الانتيابية الحميدة يمكن أن تتسبب أيضاً بالغثيان وأحيانا القيء والشعور بالإنهاك والغثيان كما الشعور بعدم التوازن. وإذا استمرت هذه الحادثة دون علاج تتكرر نوبات الدوخة وخلل التوازن ويمكن أن تحدث في أي وقت. وقد تستمر طوال أسابيع أو حتى سنوات.

تحديد المشكلة

يستدعي الشعور بالدوخة الحادة التي تحدث فجأة وليس عن سابق إنذار مراجعة الطبيب للوقوف على طبيعة الحالة.ويمكن أن تساعد سلسلة من الفحوصات في تحديد الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى الإصابة بالدوخة، ويمكن أن يتعرف الطبيب أيضاً على احتمال أن ترتبط الحالة المرضية بأعراض متشابه لمرض مختلف.وإلى جانب الفحص البدني هناك أيضاً فحص للسمع والتوازن.

كما يمكن أن يضع الطبيب رأسك في وضع خاص لفحص العينين للتعرف على طبيعة الاهتزازات غير الإرادية التي يطلق عليها »نيستاجموس« رأرأة العين (حالة تتحرك فيها العين من اليمين إلى اليسار أو من الأعلى إلى الأسفل أو بالعكس) وهي لا شك حالة مرتبطة بالدوخة. وفي حالة وجود الرأرأة فإن نمط حركات العين قد يشير إلى أن الأذن عن تلك الدوخة.

ولدى التعرف على الدوخة الانتيابية الحميدة والتأكد منها باليقين القاطع يأتي عند ذلك العلاج الذي يمكن إجراؤه في عيادة الطبيب أو من قبل معالج فيزيائي يقوم بوضع الرأس في اتجاهات مختلفة. والهدف من وراء ذلك هو توجيه جزئيات غبار التوازن بالتدريج إلى الكيس (القريبة) حتى يمنع الغبار من التدخل في توازن الجسم. وقد يكون من الضروري القيام بهذا الإجراء مرات عدة مع فترات راحة بين كل وضعية وأخرى. حتى تختفي حالة الرأرأة في العينين.

وينصح بعد العلاج الحفاظ على الرأس مرفوعا بقدر الإمكان خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. ويعتقد أن القيام بذلك يساعد غبار التوازن على البقاء في مكانه في الكيس. وقد يساعد ارتداء طوق رقبة طري على تذكيرك بضرورة ذلك. وفضلا عن ذلك فإن النوم باستخدام الوسائد يساعد على رفع الرأس. وفي حال تكرار الدوخة الانتيابية الحميدة ينصح تجنب انحناء الرأس إلى الخلف كما يحدث عند غسل شعرك في صالون التجميل. أو أثناء قيام طبيب الأسنان بالعناية بأسنانك.

وعند القيام بإجراء العملية بالصورة الصحيحة، فإن إجراء إعادة وضعية الرأس إلى حالتها الطبيعية فإن نصب المريض من النجاح يكون من 80 إلى 90 في المئة. ويحتاج علاج حالة الدوخة من حين لآخر أكثر من جلسة. وقد يحتاج بعض المرضى إلى إعادة العلاج من حين لآخر.

حالة الطوارئ

في حالة تدهور حالة المريض بزيادة الوضع سوءا أو إذا ارتبطت الإصابة أيضاً بأعراض أخرى، فيفضل السعي للحصول على علاج طارئ.

منقوووول